Wednesday, October 29, 2008

بدون دعوة .. ذكريات


لقد كان كل شيء واضح .. صادق .. و شفاف
حتى تلك الخيمة البيضاء التي تتوسط المسطح الأخضر الفسيح و الباند العازف للألحان التي نفضلها حتى و ان وجده بعض الحضور او معظمهم غريبا عنهم .. لا يهم مادمنا نستمتع نحن ..
كان طعم كل شئ واضحا كذلك .. فالأيس كريم المستكة طعمه مثل ابتسامة مكسوفة .. اما اللمون فهو مزز و منعش .. حتى هذا الذي راهنت ان لن تطأيه .. فهو حراق ..
الموسيقى ايضا ..
فهذا الباند الذي رأيناه سويا لأول مرة .. مزيكته منعشة .. مجنونة في بعض الاوقات .. ساعات حزينة .. تبعث على الشجن في كل الاحوال ..
اما هذا الذي يحب الورد البلدي و يتكلمه .. فبرغم من عدم استمتاعي به الدائم في الهواء الطلق .. حيث انني افضله في عبق مبنى خشبي .. الا ان امتزاج صوته العاجي بانعكاس اضواء الشارع على صفحة مياه النيل طالما امتعني ..
اما منير و فيروز و بابلى .. فهم شيء منطقي و طبيعي !
رائحة الكريم .. رائحة العطر الأحمر الذي طالما جذبني .. و هذا الأخر الذي طالما ارتديته لعلم عندي ..
الصعلكة في طرقات جنتي .. و الحكي عن ذكريات صغيرة .. ضاحكة .. عبيطة .. و عجلة القيادة التي لا تحتاج ليد
المول الذي لم احبه يوما .. غير انه حملنا معا ..
تلك العيون الرائقة .. القلقة .. المحاولة الهرب في معظم الأوقات ..
المطار البعيد .. في ذهاب و اياب .. و طرقات الفندق الصغير .. و افطار اليوم الأخير في المطعم ..
السلامات على الصحاب و الحكي عننا .. و عنهم .. كل شئ كان جد واضح ..


كل شيء كان واضحا ..

فقط كان ..
او هكذا بدى ..

اما اليوم .. فكل شيء يعود .. بطعم مختلف تماما .. ممتزج كليا .. ببعض ألم .. و بعض تسليم ..

بدون ادنى دعوة موجهة ..